languageFrançais

إحياء الذكرى الثانية لوفاة المناضل حامد القروي

بعيون تنهمر منها الدموع حزنا، أحيت عائلة المناضل السياسي حامد القروي الذكرى الثانية لوفاته التي تعذر تنظيمها سابقا بسبب التدابير الوقائية لفيروس كورونا المفروضة في تونس، اليوم الأحد 27 مارس 2022 بمقر ودادية خريجي المدرسة الوطنية للإدارة.
 
وقد حضر اللقاء أرملة حامد القروي وأبنائه وبناته وأصدقاء وزملاء المناضل والذين عاصروه طيلة مسار طويل يمتد على أكثر من 60 عاما.

 


 
النشأة

وولد حامد القروي في 30 ديسمبر 1927 بمدينة سوسة أين نشأ في زمن كانت فيه البلاد التونسية تعيش تحت الاحتلال الفرنسي، وزاول تعليمه الابتدائي والثانوي ليتفوق فيما بعد في جوان 1946 في الباكالوريا وخوّل له هذا النجاح السفر إلى فرنسا لمتابعة دراساته العليا في كلية الطب بباريس حيث أحرز الدكتوراه في الطب وشهادة في اختصاص الأمراض الصدرية.
 
وانخرط الفقيد في سباق النضال الوطني من أجل التحرر من الاحتلال الفرنسي من بوابة الكشافة التونسية في 17 من عمره وكان صحبة الشباب الكشفي يطبع ويوزع جريدة بعنوان 'الكفاح.. تستحق الهمم من أجل الحرية والكرامة والسيادة' كما كان يجمع الأموال من المواطنين والتجار لفائدة الحزب الدستوري الجديد دعما لنضال الحزب في وجه الاحتلال.
 
كما انخرط القروي عند ذهابه إلى فرنسا في العمل السياسي عبر توليه رئاسة الجامعة الدستورية بفرنسا و كان له نشاط أيضا صلب جمعية طلبة شمال إفريقيا المسلمين وكان من مؤسسي الاتحاد العام لطلبة تونس عام 1953 وكان نشطا جدا بالتعريف بقضية تونس هناك وعاش مفاوضات الاستقلال الداخل والتام وحضر إعلان وزير الخارجية الفرنسي آن ذاك كريستيان فيلو والاعتراف الرسمي باستقلال تونس.


 
العودة إلى تونس من بوابة المستشفى الجهوي بسوسة

وبعد اعتراف فرنسا رسميا باستقلال البلاد التونسية عاد حامد القروي إلى تونس عام 1957 حيث باشر العمل في المستشفى الجهوي بسوسة كطبيب مختص ورئيسا لقسم الأمراض الصدرية وقاد مع الدكتور العربي عزوز حملة واسعة في سوسة وجهة الساحل للقضاء على مرض السل وانطلق إسهامه في بناء الدولة الحديثة عبر توليه ترأس الشعبة الدستورية لسوسة المدينة (1957-1988) وانتخابه عضوا في لجنة التنسيق الحزبي ونائب رئيس بلدية سوسة (1957-1972) ورئيسا لها (1985-1990) بالإضافة إلى انتخابه نائبا بمجلس النواب في مرات متتالية خلال الثمانينات.
 
كما تقلد القروي مسؤوليات عليا في الدولة والحزب وعينه الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وزيرا للشباب والرياضة بين (1986 و1987) ومديرا للحزب الاشتراكي الدستوري في 1987 كما عينه الرئيس الراحل زين العابدين بن علي وزيرا للعدل (1988-1989) ووزيرا أوّل (1989-1999) وكذلك نائبا أوّّل لرئيس التجمع الدستوري الديمقراطي إلى حدود سبتمبر 2008 حيث وضع القروي في سن 81 سنة نهاية لجميع المهام السياسية له وقرر أن يعود إلى عائلته التي لم يحظى بكثير من الوقت مع أفرادها بسبب التزاماته السياسية.
 
وبعد 5 سنوات من اعتزال العمل السياسي عاد الدكتور حامد القروي في 23 ديسمبر 2013 ليؤسس حزب الحركة الدستورية والذي أصبح يعرف منذ 16 أوت 2016 الحزب الدستوري الحر.


 
النشاط الرياضي لحامد القروي

كما عرف الدكتور حامد القروي بنشاطه الرياضي المكثف من خلال ترأسه جمعية النجم الرياضي التونسي على امتداد 20 سنة من 1961 إلى سنة 1981 حيث قاد مشروعا رياضيا تربويا وحققت في عهده النجم 3 بطولات و5 كؤوس محلية وكأسين مغربيتين في القدم وكأس تونس للرغبي وثنائية البطولة والكأس في السلة.
وفي 27 مارس 2020، كان خبر وفاة المناضل حاد القروي يتصدر جميع عناوين الأنباء بعد مسيرة سياسية ونضالية ثرية عن عمر يناهز 93 سنة لكنه ترك لنا مذكراته ومسيرته في كتاب ألفه بعنوان " مذكرات حامد القروي مثالا".
 
وأجمع الحاضرون اليوم على خصال يتمتع بها الرجل الوطني حامد القروي ومنها التواضع والتمتع بالحس الفكاهي ودقة الوقت وإيلاء العمل الوطني كل مجهود وثانية من عمره ودوره في تفعيل دور المرأة داخل المجتمع وفي الحياة السياسية.
 
من جانبه عبر نجيب القروي نجل حامد القروي في تصريح لموزاييك عن فخره من مسيرة أبيه قائلا لقد كان النجمة التي نستدل بها في كل الأوقات معتبرا إياه مازال حيا لدى كل من يكن له الحب والاحترام مشددا على أن الفقيد لم يكن يقضي الكثير من الوقت مع العائلة وكان كثير الانشغال بمسؤوليات الدولة لكنه كان حريص على المسار الدراسي لأبنائه وتحليهم بالقيم المثلى.

هيبة خميري